ديسمبر 2, 2025

ترامب وتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية

القرار الأميركي وتأثيره على المشهد

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن إدارته بصدد إصدار قرار رسمي لتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كـ “منظمة إرهابية أجنبية”. هذا التصعيد يعكس توجهًا جديدًا في السياسة الأميركية تجاه الحركات الإسلامية، ويضع الجماعة في خانة واحدة مع تنظيمات مثل القاعدة، حماس، حزب الله والحوثي.

القرار، إذا ما نُفّذ سيؤدي إلى تجميد أصولها، منع أعضائها من دخول الولايات المتحدة، والضغط على حلفاء أميركا لسير على نفس المنوال وملاحقة أي كيانات مرتبطة بها.

إحدى أبرز التداعيات المحتملة على الجالية العربية والإسلامية تتعلق بـ مجلس العلاقات الأميركية الإسلامية (CAIR)، المنظمة الحقوقية التي تأسست عام 1994 للدفاع عن المسلمين الأميركيين ضد التمييز.

 بعض الولايات، مثل تكساس، صنّفت( CAIR ) بالفعل كواجهة للإخوان، وهو ما تنفيه المنظمة بشدة وتعتبره استهدافًا سياسيًا. ومع قرار ترامب، قد تتعرض CAIR لمزيد من الضغوط القانونية والسياسية، رغم أن وزارة الخارجية الأميركية لم تصنفها بعد رسميًا على المستوى الفدرالي.

جماعة الإخوان المسلمين موضوع التصنيف، القادم لا محالة! تأسست على يد الشيخ حسن البنا (19061949)، الذي وُلد في بلدة المحمودية بمحافظة البحيرة شمال مصر.

أنشأ الجماعة عام 1928 في مدينة الإسماعيلية بعد تخرجه من دار العلوم.

من الأهداف التي دعا إليها، أن الإسلام ليس مجرد عبادات فردية، بل هو”دين ودولة، مصحف وسيف” وسعى إلى إصلاح المجتمع عبر التربية الدينية، العمل الاجتماعي، والمشاركة السياسية. اغتيل في القاهرة عام 1949، لكنه ترك إرثًا فكريًا وتنظيميًا ألهم حركات إسلامية عديدة في العالم العربي والإسلامي.

 تباينت مواقف الدول؛ العربية بين مؤيد ورافض للجماعة وفكرها، فمصر، السعودية، الإمارات، البحرين تصنف رسميًا الجماعة منظمة إرهابية، معتبرة أنها تهدد الأمن القومي وتدعم التطرف.

 الأردن والمغرب وتونس: رغم القيود والحذر في بعض الأحيان، ما زالت الجماعة أو أحزاب مرتبطة بها جزءًا من الحياة السياسية، حيث تشارك في الحكم أو المعارضة البرلمانية.

 حزب العدالة والتنمية وذراعه الدعوي “حركة الإصلاح والتوحيد” ينفيان أي تبعية أوعلاقة تنظيمية مع جماعة الإخوان المسلمين العالمية، مؤكدين أن مرجعيتهم وطنية مستقلة رغم التشابه في المرجعية الإسلامية.

أما قطر فتُعَدّ الراعية للجماعة والممولة لها، وقد سبق لدول مجلس التعاون الخليجي أن قطعت علاقاتها معها متهمةً إياها بتمويل الإرهاب. وما نُشر على صفحات منصة إيلون ماسك حول دعم قطر للنظام العسكري في الجزائر في استهداف المغرب، إنما يؤكد صحة الاتهامات التي وجّهتها دول الخليج إليها بتمويل الإرهاب العالمي. كما أن الخرجات الأخيرة لما تبقى من قيادات حماس ضد المغرب تُجسّد استمرارًا لنهج إمارة قطر.

فرنسا: تعتبر الجماعة غير مرغوب فيها على أراضيها، وتفرض قيودًا صارمة على أنشطتها ومؤسساتها.

بريطانيا: تُعد ملاذًا للجماعة، حيث سمحت لها بالعمل السياسي والإعلامي، رغم الجدل الداخلي حول هذا الموقف.

أما الرد السريع جاء على لسان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكبر المستفيدين من الخطوة الأميركية مرحباً ومعتبرًا أن تصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية “يحمي استقرار الشرق الأوسط” ويعزز الجهود الدولية ضد الحركات الإسلامية التي يرى أنها تهدد أمن إسرائيل والمنطقة.