ديسمبر 2, 2025

وصول السفير الأمريكي يؤكد 250 سنة من الصداقة و التحالف الإستراتيجي

الرباطتمتد العلاقات بين المملكة المغربية والولايات المتحدة الأمريكية لأكثر من قرنين، لتُشكّل واحدة من أقدم الروابط الدبلوماسية التي نسجتها واشنطن مع دولة أجنبية. هذه العلاقات التي بدأت منذ اعتراف المغرب باستقلال الولايات المتحدة سنة 1777، تطورت عبر الزمن لتصبح شراكة استراتيجية تشمل السياسة والاقتصاد والأمن والثقافة.

جذور تاريخية متينة

كان المغرب أول دولة تعترف باستقلال الولايات المتحدة، وهو ما منح العلاقة طابعًا فريدًا في التاريخ الدبلوماسي. هذا الاعتراف تُوّج بتوقيع معاهدة الصداقة والسلام سنة 1786، وهي من أقدم المعاهدات الدولية التي ما تزال سارية المفعول حتى اليوم، لتؤكد عمق الروابط بين البلدين.

الحاضر: تعزيز الشراكة

وصل السفير الأمريكي الجديد لدى المغرب، ديوك بوكان، ليستهل مهمته برفع العلم الأمريكي فوق مقر إقامته بمساعدة عناصر من مشاة البحرية الأمريكية، في لحظة رمزية للاحتفال بمرور 250 سنة من الصداقة.

بوكان قال في أول تصريح له؛من النشأة في مزرعة إلى بناء مسيرة مهنية في وول ستريت، إلى خدمتي اليوم كسفير للولايات المتحدة لدى المغرب، تعلّمتُ كيف يمكن للعمل الجماعي أن يكون قوياً. إن تفاني زملائنا المغاربة والأمريكيين هو القوة الخفية التي تعزز الشراكة بين دولتينا العظيمتين كل يوم.

شراكة استراتيجية

المغرب ينظر إلى الولايات المتحدة كشريك استراتيجي في شمال إفريقيا، فيما يؤكد الكونغرس الأمريكي عبر قرارات حديثة على الطابع التاريخي والاستراتيجي لهذا التحالف. التعاون العسكري يتجسد في مناوراتالأسد  الإفريقي  ، بينما يتوسع التعاون الاقتصادي والثقافي عبر مشاريع الطاقة المتجددة، الابتكار، والتبادل الأكاديمي.

دور الجالية المغربيةالأمريكية

لا يمكن إغفال الدور الحيوي الذي يضطلع به مغاربة الولايات المتحدة في تعزيز صورة المغرب وإبراز قيمه الحضارية. فهم يشكّلون جسرًا إنسانيًا وثقافيًا بين الوطن الأم والمجتمع الأمريكي، ويساهمون بجدية في الدفاع عن القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الوحدة الترابية.

على المستوى العملي، يبدعون في مختلف القطاعات الاقتصادية والعلمية، ويساهمون في دفع عجلة الاقتصاد الأمريكي والبحث العلمي.

على المستوى المدني، يشاركون بفاعلية في الحياة الديمقراطية الأمريكية عبر التصويت في الانتخابات، حيث يحمل كل صوت مغربيأمريكي وزنًا سياسيًا مهمًا، خاصة في الولايات المتأرجحة التي غالبًا ما تكون حاسمة في تحديد المسار السياسي العام.

إضافة إلى ذلك، يحتل العديد من المغاربة الأمريكيين مناصب عليا في الإدارة الأمريكية، ما يعكس اندماجهم الناجح وقدرتهم على التأثير في صناعة القرار.

خاتمة

بين التاريخ العريق والحاضر المتجدد، تظل العلاقات المغربيةالأمريكية نموذجًا فريدًا في العلاقات الدولية، حيث تتداخل الدبلوماسية الرسمية مع القوة الناعمة للجالية، لتؤكد أن هذه الصداقة ليست مجرد تعاون عابر، بل تحالف طويل الأمد يزداد رسوخًا مع مرور الزمن.