ديسمبر 2, 2025

هل رضخ النظام الجزائري؟

رضوخ النظام الجزائري للضغط الأوروبي ويطلق سراح بوعلام صنصال

حسب قصر المرادية، أنه استنادًا إلى المادة 91، الفقرة 8 من الدستور، وبناءً على الاستشارة القانونية المعتمدة، قررت الرئاسة الجزائرية الاستجابة بشكل إيجابي للطلب الذي تقدم به الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير، والمتعلق بمنح عفو خاص للروائي بوعلام صنصال.

الطلب، الذي لقي اهتمامًا بالغًا من رئيس الجمهورية لما تضمنه من أبعاد إنسانية استثنائية، أفضى إلى طيّ صفحة واحدة من أكثر القضايا إثارة للجدل في العلاقات الجزائرية الفرنسية. خلال السنوات الأخيرة تحولت قضية صنصال إلى ملف سياسي ودبلوماسي شائك، ساهم في توتير العلاقات بين البلدين إلى حد شبه القطيعة.

بوعلام صنصال، الكاتب والروائي المعروف بإثارة الجدل، دخل السجن على خلفية تصريحات أدلى بها لمجلة “فرونتيير” الفرنسية، عبّر فيها عن كون غرب الجزائر ليس إلا جزء من أراضي المغرب التي انتُزعت من المملكة خلال الحقبة الاستعمارية لصالح الجزائر. هذه التصريحات اعتُبرت مساسًا بوحدة وسلامة التراب الوطني، ما أدى إلى محاكمته وسجنه.

الجمهورية الفرنسية، بكل أطيافها السياسية والثقافية، وعلى رأسها الرئيس إيمانويل ماكرون، بذلت جهودًا حثيثة للإفراج عنه، لكنها لم تُفلح، مما زاد من تعقيد العلاقات الجزائرية الفرنسية، التي تشهد أصلًا توترًا منذ اعتراف باريس بسيادة المغرب على صحرائه.

ولد صنصال في 15 أكتوبر 1949 بغرب الجزائر، وبرز اسمه في الساحة الأدبية بفضل أعماله التي كثيرًا ما وُصفت بأنها مناهضة للتاريخ الرسمي الجزائري وممجدة للثقافات الأجنبية على حساب الهوية الوطنية. وقد نال في يونيو/جوان 2012 جائزة الرواية العربية عن عمله «حي داروين».

بوعلام صنصال، الذي نال الجنسية الفرنسية سنة 2024، ظل يُنظر إليه من قبل النظام العسكري الجزائري كمثقف مثير للجدل، تُتهم بعض أرائه وكتاباته بأنها تمسّ الوحدة الوطنية. غير أن كثيرين يرون فيها تعبيرًا صادقًا عن حرية الفكر والتعبير، تلك الحرية التي بدونها لا يمكن حتى الكلام عن الديمقراطية ولا يحق للدولة الجزائرية أن تتفاخر بها ما لم تُصن وتحترم.