أكتوبر 27, 2025

نريد صوتًا، لا واجهة

كلما لاحت لنا محطة من محطات الحلم، واعتقدنا أن الوصول بات وشيكًا، امتدت إليها أيادٍ أخرى تعبث بها، وتعيد ترتيب التفاصيل لتقنع صانع القرار بأن التنفيذ ضربٌ من المستحيل.

المجلس الأعلى للجالية، الذي كان يفترض أن يكون صوتًا جامعًا وفضاءً تمثيليًا، تم تفريغه من مضمونه، وانحرف عن مساره الأصلي، وكأن خروجه إلى الوجود تم عبر عملية قيصرية فاشلة، لم تُراعَ فيها لا الحاجة ولا التمثيل الحقيقي.

مجلسٌ يصلح لكل شيءٍ إلا أن يكون ممثلًا للجالية، فكيف يُنصَّب أعلى سلطة لها؟

فضاءٌ تحوّل إلى معرضٍ متنوع: عروض سينمائية، سرد لتاريخ الهجرة، واحتفاء بالثقافة… كلها عناصر ثمينة، لكنها تبقى خارج جوهر الحاجة.

أما نحن، مغاربة الشتات داخل و خارج الوطن، فما نبحث عنه ليس زخرفًا ثقافيًا، بل تمثيلًا حقيقيًا، صوتًا يعكس همومنا، ويصون حقوقنا، ويخاطبنا بصدق لا بزينة المناسبات و قولوا العام زين. 

نحن اليوم، أكثر من أي وقت مضى، بحاجة إلى منبرٍ قوي يُضخّم صوتنا ويُوصل صداه إلى كل مؤسسات الدولة بلا تردد.

كفى تجاهلًا من بعض الموظفين الذين يمارسون ضغطًا نفسيًا، مستغلين ضيق الوقت الذي نقضيه داخل الوطن. وإن لم ينجحوا في ابتزازك، فهم غالبًا لن يكونوا إلى جانبك، بل يقفون في صف الخصم، إما صمتًا أو تواطؤًا.

وهكذا تُهدر الحقوق، لا بفعل القانون، بل بتواطؤ من يفترض بهم أن يصونوه.