أكتوبر 27, 2025

بين الوفاء للوطن و تحديات الاغتراب

مغاربة العالم: بين الوفاء للوطن وتحديات الاغتراب

في أكثر من مناسبة، أكد صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في خطبه السامية، على العناية الخاصة التي يوليها لرعاياه الأوفياء المقيمين بالخارج، داعياً إلى تسهيل المساطر الإدارية، وصون كرامتهم، وتعزيز ارتباطهم بوطنهم الأم. غير أن الواقع، للأسف ، لا يزال بعيداً عن هذه التوجيهات الملكية السامية، مما يفرض علينا دق ناقوس الإنذار.

إن مغاربة الشتات، أو كما يُطلق عليهم بلطف واعتزاز “مغاربة العالم”، يعيشون يومياً معاناة مركّبة تتجلى في:

اقتلاع الجذور: حيث يُنتزع الفرد من بيئته الأصلية، ويُعاد تشكيل هويته في سياقات البُعد عن الأهل والأحباب: وهو بُعد لا يُقاس بالكيلومترات، بل بما يخلّفه من حنين، وحدة، وانفصال وجداني.

– إكراهات العيش في وسط مختلف: رغم توفر مناخ الحريات والفرص الاقتصادية، إلا أن الغربة تظل قاسية، خاصة حين يُنظر إليهم كغرباء في وطنهم الأصلي.

وتتحول العطل الصيفية، التي من المفترض أن تكون لحظات استجمام وعودة إلى الجذور، إلى جحيم إداري ومعنوي، بسبب:

تجاهل الإدارات للتعليمات الملكية، حيث تُضرب توجيهات جلالته عرض الحائط، وتُعامل هذه الفئة وكأنها عبء إداري لا يستحق التيسير أو الاحترام.

إننا لا نطالب بامتيازات خاصة، ولا نريد أن نُعامل كمواطنين من درجة أعلى، بل نطالب فقط بـ:

-المساواة في الحقوق والواجبات.

– الاعتراف بالظروف الخاصة التي تفرضها الغربة.

– تكييف الخدمات الإدارية مع قصر مدة الإقامة داخل الوطن.

– احترام كرامتنا كمواطنين أوفياء، لم ينقطع حبهم للوطن رغم المسافات.

لقد آن الأوان لتفعيل ما جاء في الخطب الملكية، لا أن تبقى مجرد شعارات تُردد في المناسبات. فمغاربة العالم ليسوا مجرد رقم في الإحصائيات، بل هم امتداد حيّ للوطن، يحملونه في قلوبهم، ويستحقون أن يُعاملوا بما يليق بوفائهم.